Pages

Thursday, July 18, 2013

حكاية احلام - الجزء الاخير


جلست حلا و عبد الرحمن يتابعون الاخبار و كل منهم يحمل كراساَ لواجباته 
بينما الام تقف لتغسل الاواعي و هي تتحدث مع صديقتها 
... لم يمض الا دقائق حينما ظهر نبأ عاجل عن مهاجمة للجيش في سكناته من العدو 
نيران و قذائف تعلو اصواتها و ذلك المراسل يحاول جاهدا الصمود 
 ألم تنتبه الام الا حين اخبرتها حلا 
ان تأتي مسرعة 
لم تتمالك الام اعصابها لرؤيتها المشهد .. قتيلا زملائه يحملونه 
سقطت علي الارض مغشيا عليها 
تجمع حولها الاولاد " أمي .. أمي .. أستيقظي " .. بينما صديقتها تنادي علي أحد جيرانها ليحملنها الي السيارة 
ركب الجميع في طريقهم الا المشفي 
عبد الرحمن يحاول ان يظهر صموده امام اخته فيحتضنها و يمسك بيدي أمه 
يتذكر والده فيقوي من صموده 
حلا تبكي و هي تحتضن امها 
و اخيرا وصلوا الي المشفي حملها الممرضين و وضعوها علي سرير نقال 
" ما الذي حدث معاها "
قالها الطبيب و هو يحاول ان يقيس نبضها 
" أظن ان ضغطها ارتفع و سقطت مغشيا عليها "
"حسنا .انقلوها للغرفة و ارجو منكم الانتظار هنا "
احتضنت صديقتها الطفلان و هي تتمتم بالدعاء 
قالت حلا : أستكون امي بخير ؟ 
ردت و هي تحتضنها اكثر : بالطبع حبيبتي .. أدعو لها لتشفي و يعود والدكما 
مرت ساعة ثم خرج الطبيب 
ليسأل عن زوجها .. ردت صديقتها انه في مهمة مع الجيش و لا يستطيع القدوم 
و هي عندنا رأت تصاعد الوضع في التلفاز حدث لها ما حدث 
قال لها : حسناً افهم الان 
لابد ان تبقي في المشفي اليوم 
فطلب منها ان تأخد الاطفال كي يخلدون الا النوم و العودة في الصباح 
اتصلت علي مربية بيتها كي تذهب لبيت صديقتها و تبقي مع الاولاد
قال عبد الرحمن : اريد ان ابقي مع امي لا اريد الذهاب 
ردت عليه مطمئنة أنها ستبقي معها و سترسل مربية تبقي معهم الا ان ياتي الصباح
فلتصحبكما الي هنا 
أخذتهما الي السيارة و قد غفلهما النوم 
وصلت بهما الي البيت فخرجت المربيه تحمل حلا 
و هي تحمل عبد الرحمن 
الي الغرفة
" أعتني بهما جيدا و اعدي لهما الفطور ثم أأتي بهما الي المشفي " 
" ألن يذهبا للمدرسة .. لقد قال عبد الرحمن ان هناك حفل تكريم لأبيه "
" لا أعلم و لكن يبدو ان أمهما ليست علي ما يرام بعد "
علي الذهاب الان .. أراكي في الصباح
أخذت بعض الملابس لصديقتها و ركبت السيارة عائدة للمشفي 
حينما وصلت سألت الطبيب ما بها 
قال انها حامل و قد اثر ما رأته علي ضغطها الذي لا يحتمل الان ما حدث
و ستكون بخير حينما تستيقظ 
لم تعلم .. أتسعد بهذا الخبر ام تحزن لوضعها و زوجها لم يعد بعد 
دخلت الي غرفتها و قررت ان ترسل رسالة الي زوج صديقتها 
و في أخر الرسالة اخبرته ان كل شئ الان ع ما يرام و ستخرج من المشفي في الصباح 
و غلبها النوم 
لم تمضي الا ساعات و اذن اذان الفجر 
كان زوجها عائدا مع بقية الفرقة الي خيامهم 
أمسك بهاتفه ليتلقي الرسالة في شئ من الصدمة 
كيف يطمئن و هو ليس بجانبها 
لم يستطيع النوم 
أخذ أذن العودة لمدة 24 ساعة 
ليطمئن علي زوجته و ركب السيارة عائدا 
وصل للمنزل مبكراَ لم يستيقظ الاولاد .. أستقبلته المربية 
" أأعد لك الفطور سيدي ؟" 
قال لها لا سأطمئن ع الاطفال كي أذهب للمشفي 
و اجعليهما يذهبا للمدرسة 
و لا تخبريهما انني أتيت 
.. 
دخل الغرفة و قبلهما علي جبينهما 
و ركب سيارته ليذهب لزوجته التي كانت استيقظت و يحاولون أن يجعلوها تتناول الفطور 
رافضة لانها تريد العودة للبيت من أجل اولادها
دخل الي المشفي مسرعا 
يسأل في الاستقبال عنها 
"في أخر الرواق يا سيدي .. ولقد استيقظت منذ قليل " 
ذهب مسرعا قلبه يخفق بسرعة 
دخل و رأها .. " حبيبتي " أحتضنها كأنها طفلته 
أأنتي بخير .. أخبريني ما بكِ ؟؟ 
انا بخير .. لماذا عدت .. لماذا تركت عملك و جئت 
ليس لدي ما هو اغلي منك حبيبتي 
ليس لدي غيرك 
احتضنها و عيناها تدمعان 
و صديقتها تراقبهما في حنين لتلك اللحظة التي تمنت ان تري صديقتها عليها 
زوج يهتم بها ولا يتركها
جاء الطبيب ليأذن لها بالخروج
أستعدت للخروج و زوجها بجانبها 
يضع يديه بين يديها 
عادوا الي المنزل و قد ذهب الاطفال للمدرسة 
اخبرته انه يجب علينا الذهاب اليوم للمدرسة لان هناك حفل تكريم 
و قد أعد عبد الرحمن قصيدة له 
قال لها حسنا .. ولكن أخبريني هل تشعرين بتحسن الان 
ابتسمت و هي تضع يديها علي بطنها 
نعم .. و كذلك أبنك الثالث بخير 
قبل يديها و ذهبا ليرتديا ملابسهما 
كانت مراسم الاحتفال في تلك القاعة قد بدأت 
و الاناشيد تتعالي 
حينما كان عبد الرحمن و اخته وراء الستار 
يفكرون أسيأتي أحد 
قال عبد الرحمن لأخته .. سترين ماذا سأفعل من اجل أبي و أمي 
سمع اسمه فقد حان دوره 
خرج في بدله عسكرية قد اهداها له والده في عيد ميلاده 
و مشي في ثبات و اخته تراقبه و تتمني له التوفيق 
حمل الميكروفون .. و بدأ يلقي القصيدة 
و الجميع يبتسم من كلماته العذبة 
وصل في تلك اللحظة اباه و امه و صديقتها 
لم يلحظ ذلك 
و اكمل قصيدته 
انتهي و قال .. أبي ليس بيننا اليوم و امي ايضا 
أبي يحافظ علي بلدنا كي تبقي بخير 
هكذا يفعل الرجال 
انا لا احتاج ليوم للاحتفال بأبي او امي .. 
فكل يوم اري ابتسامتها و كل يوم أري اجتهاد ابي في عمله
يكفي ان يكون عيدا احتفل به 
وقف والده يصفق له في القاعة تليه امه 
قال : أبي 
أمي 
خرجت حلا تراقبهما و هي تصفق و تقفز في سعادة 
و كانت دهشة الجميع للحظات ثم تعالي التصفيق في القاعة 
نزل عبد الرحمن من المسرح مسرعاَ الي والديه تليه حلا 
احتضناهما و الجميع ينظر لهم 
و سمعوا تكريم والدهما علي المسرح 
كانت الفرحة تملأ قلب عبد الرحمن فقد اراد ان يثبت ان اباه هو الافضل و هذا ما حدث 
عادوا ال البيت جميعا ..
كانت المربية تعد الطعام 
طلب الوالد من الابناء الذهاب لتغيير ملابسهما 
و اخذ زوجته الي الشرفة 
قال لها : ارجوكي ان تهتمي بنفسك كثيرا فأنتي الان تحملين روحي الرابعة 
قالت له : و من الرابعة أنهما ثلاثة فقط 
قال لها : أنتي 
انتي روحي الاولي .. لا تقلقي علي ابدا و كوني علي اقتناع ان كل شئ مقدر ولن يغير من ذلك شئ الا الدعاء 
ان خِفتي علي فأدعي لي 
و ثقي بالله حبيبتي 
يجب ان اعود الليلة الي العمل 
اريدك أن تعديني ان تكوني بخير 
ردت مطمئنة له : حسنا حبيبي و لكن عدني ان تأخذ حذرك 
و لا تنس الصلاة 
حفظك ربي و اعادك الي سالماَ 
جاء الاولاد ليخبروهما ان الطعام قد اُعد 
جلسوا جميعا يتناولون الغداء في رضا عن ذلك اليوم المختط ما بين قلق و فرحة 

و كانت هذه نهاية حكاية احلام 


أنتظروا جديد حالة ربكة 


سارة الان

No comments:

Post a Comment